العنف عند الأطفال تعاني نسبةٌ كبيرةٌ من الأمهات من تصرفات أطفالهن العدوانيّة، وخاصّةً في عمر الرابعة وحتى الثماني سنوات، حيث تتسم تصرفاتهم بالعنف، والاعتداء على أقرانهم لفظياً أو جسدياً، بالإضافة إلى الصراخ، وعدم تلبية طلبات الأم، وتخريب ممتلكات المنزل، حيث يتميز الطفل العنيف بالحركة الزائدة، والسعي لاستفزاز الآخرين، عدا عن الأنانية وحبّ التملّك، ورفض مساعدة من حوله، والحقيقة أنّ بعض هذه التصرّفات تولد مع الطفل نتيجةً لبعض العوامل الوراثية، وبعضها الآخر يكتسبه الطفل من بيئته، وفي هذا المقال سنتعرّف على أسباب العنف عند الأطفال.
أسباب العنف عند الأطفال تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تنامي العنف عند الأطفال، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
- الدلال الزائد: يعتبر الدلال الزائد وحماية الطفل بشكلٍ مبالغٍ فيه من أكثر الأسباب التي تولّد الأنانية وحبّ الذات لدى الأطفال، فإذا تعرض لموقفٍ تمّ فيه رفض طلبه، عندها سيقابل هذا الرفض بتصرفاتٍ عدائيةٍ كالصراخ، والضرب.
- التقليد: يراقب الطفل تصرفات أفراد عائلته باهتمامٍ بالغٍ، ويقوم بتقليد تصرفات الشخصية التي يفضّلها من بينهم، فإذا كانت الشخصية عصبيةً وعدوانيةً، فحتماً سينعكس هذا على الطفل، ويدفعه لتقليد شخصيته المفضّلة في التعبير عن غضبه ورفضه، وفي تعامله مع الآخرين.
- الغيرة من الأقران: تؤدي الغيرة بين الأطفال إلى الحقد والكراهية إذا لم تتمّ ملاحظتها وعلاجها في وقتٍ مبكرٍ، فيقوم الطفل بالاعتداء على أقرانه، وشتمهم، والتشاجر معهم.
- جذب الانتباه: أحياناً يسعى الطفل لافتعال التصرفات العدوانيّة لجذب انتباه والديه والأفراد المحيطين فيه، وذلك من أجل إظهار نفسه بين أفراد أسرته.
- الفشل والإحباط: ينتج الإحباط وتراكم المواقف من معاقبة الوالدين للطفل على تقصيره في أداء أمرٍ معيّنٍ، كالرسوب في مادةٍ دراسيةٍ، أو كسر قطعةٍ في المنزل، فيزيد العنف لديه، ويلجأ لضرب أخوته، وزملائه، للتعبير عن غضبه.
- العقاب الجسدي: يعتبر تعرّض الطفل للعقاب الجسدي من قبل والديه، كالضرب والشتم وإحراجه أمام أصدقائه وأخوته، من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة العنف لدى الطفل، وتكوين ردة فعلٍ عكسيةٍ للدفاع عن نفسه، وردّ اعتباره أمام الآخرين، وبالتالي تصبح هذه التصرّفات جزءاً من شخصيته ولا يستطيع الاستغناء عنها؛ لأنّها تمنحه القوة من وجهة نظره.
- التخلّص من ضغوط الكبار: يشعر الطفل أن تدخّل الكبار في حياته يشكل عائقاً أمامه، ويمنعه من تحقيق ما يريد، ولهذا يتخذ من السلوك العدواني ردة فعلٍ للتعبير عن رفضه لهذه التدخّلات.
- كثرة توجيه الطفل، وعدم تركه للاعتماد على نفسه، فيشعر وكأنه دميةٌ بين أيديهم، ولا يمكنه التصرّف كما يحلو له، فلا يجد غير الصراخ والضرب للتعبير عن رفضه وكيانه.